يشتهر إسماعيل فتاح، والمعرف بشكل أساسي بكونه نحاتا، بأعماله الاستقصائية التي توضح السمات العصية على التفسير في الوعي الإنساني من خلال أساليب النحت المتنوعة والرسم أيضا. وكان يعمد فتاح في كثير من الأحيان إلى طمس الخطوط الفاصلة بين التجريد والتصوير. تتلمذ فتاح على يد الفنان الرائد العراقي المعاصر جواد سليم في "معهد الفنون الجميلة" في بغداد، ثم درس لاحقاً النحت والسيراميك في روما. يمتلك فتاح سجلاً حافلاً بالأعمال الفنية المميزة، وقد اشتهر بتصميم "نصب الشهيد" في بغداد؛ وهو عمل فني كُلف به في بداية الثمانينيات تخليداً لذكرى الجنود الذين سقطوا في الحرب الإيرانية العراقية (1979- 1988).

في هذه اللوحة الزيتية غير المعنونة، والتي تعتبر من أوائل أعماله وتعود إلى عام 1964، يصوّر فتاح ثلاثة تماثيل نصفية تحتوي تشققات صغيرة لنساء عاريات وشكلاً عارياً وحيداً تطفو جميعها في نسق غير محدد على خلفية اللوحة الرمادية المطوّعة. ومع ذلك، هنالك تناغم رمزي لا يمكن إنكاره بين هذه النماذج الأنثوية مقطوعة الرأس والمساحة التي تتشاركها، مما يعكس إدراك فتاح العميق للعلاقة الفراغية بين عناصر اللوحة بغض النظر عن تشكيلاتها التجريدية.

ويعدّ فتاح من الأعضاء المؤسسين لـ "جماعة الرؤية الجديدة" البارزة و"جمعية بغداد للفن الحديث"، كما عمل مدرساً في "أكاديمية الفنون الجميلة".